"قصة حب": امرأة بين غرامين... والباقي تفاصيل

قصص الحب هي أساس حكايات الدراما العربية بشكلٍ عام، و"قصّة حب" مسلسل جديد أُضيف إلى اللائحة. العنوان نفسه حمله مسلسل مصري عرض عام 2010، لكن بمضمون مختلف. "قصّة حبّ" إنتاج "أونلاين بروداكشن" لزياد شويري، كتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر.
القصّة بسيطة جداً: لين وقعت في غرام نائل، وما زالت مغرمة بزوجها السابق رجا! إنّه الخط الأساسي الذي يشكّل الطبق الرئيسي على مائدة هذا المسلسل، وكل التفاصيل الباقية هي أشبه بالبهار والنعناع والزيتون... مكوّنات قد تُستعمل أو قد يتم الاستغناء عنها ببساطة!
ما كتبته نادين جابر لا يمكن القول إنّه سيئ، وخصوصاً مع حواراتٍ جميلة معظم الأحيان، وفي الوقت نفسه لا يمكن القول إنّه متكامل ومحبوك العقدة بإحكام! الخطوط الجانبية ضعيفة، كأنّها موجودة فقط لرفع العتب - أقلّه حتّى الآن- وحوادث الخطّ الأساسي بطيئة وشبه مكشوفة لا تخلو من التكرار. مشاهد نتابعها حين تحصل، ثمّ نستعيدها على لسان المرأة الحائرة تخبر صديقتها، ثمّ غالباً ما تطلب منها صديقتها أن تعيد كلامها لأنّها لم تستوعبه من المرّة الأولى!
حاولت جابر أن تلوّن كتابتها بين التراجيديا والكوميديا، لكنّ المشكلة أنّ الحوارات الطريفة على الورق ظهر معظمها "ثقيلاً" على الشاشة بسبب الأداء والتنفيذ.
إخراجياً، لا يزال فيليب أسمر يقدّم صورة جميلة لا تخلو من التطويل. في مجال الدراما التلفزيونية المعادلة سهلة: حين تعادل المَشاهد الصامتة لأشخاصٍ "يفكّرون" على خلفية موسيقية، أو حتّى تتخطّى بمدّتها مشاهد الحوارات والحوادث والتطوّرات، يكون الملل مكفولاً! "الكليبات" تزداد أكثر فأكثر في أعمال أسمر. ما يفترض أن نراه في أربع ثوانٍ لرجلٍ يدخل إلى بيته، يمتدّ على مدى 25 ثانية، فنراه يفتح الباب ويتأمّل في المدى الفسيح ثمّ يلتفت يمنةً ويسرةً، قبل أن يتّجه ببطءٍ نحو مقعده فيجلس ويتأمّل من جديد في اللاشيء! ربّما هذا النوع من الإخراج يزيد عدد الحلقات، لكنّه في المقابل يقلل عدد المشاهدين!
في هذا المسلسل نلاحظ أجواء "فيديو كليبية" حيث الصورة الجميلة بألوانها الكثيرة تعمّق الهوّة بين المَشاهد والمُشاهد. جمالية الصورة في العديد من المَشاهد لم تعد نقطة قوّة بل نقطة ضعف تجعل الواقعية متزعزعة الأركان. هذا لا يعني أنّنا نريد مسلسلاً صورته رديئة، بل على العكس، نحن ننوّه بالجودة في نوعية التصوير والألوان، فقد عمل مدير التصوير بشير الحاج باحتراف، لكن يجب ألا ننسى أنّ ما زاد عن حدّه نقص. الوجوه تحوّلت إلى "بلاطة" (كما يُقال في اللهجة المحكية) يصعب تمييز التعابير عليها!
أسماء كثيرة لممثلين معروفين نقرأها في الجينيريك لكنّنا بالكاد نلمحها! نادين الراسي وباسل خياط وماجد المصري لا يغيبون عن أنظارنا. الباقون يطلّون ليعيدوا تمرير الكرة إلى هذا الثلاثي، أو لمحاولة إضفاء جوّ طريف. حالياً يلوح في الأفق إمكان تَوسّعٍ في خطوط أخرى، على أمل أن تفتح القصص التي تمّ الحديث عنها باختصار في حلقاتٍ سابقة، أبواباً تُغني المسلسل وتسرّع إيقاعه.